1887

Abstract

يقوم هذا البحث على فكرة إعمار الأرض بيد الإنسان، وأنه المسئول عن وضع البرامج والمناهج وتطويرها حتى الأخلاقيات بما يتفق والطبيعة الإعمارية بحيث لا يضار الإنسان بعلمه، ولا يحرم الإنسان من نتاج بحثه. أما الدين فهو شرع الله للإنسان يهديه إلى معرفة ما يعجز عن الوصول إليه إلا عن طريق الوحي من أمور الغيب والتكاليف العبادية، ويثبّته على الحق الذي أراه الله عند طريق الاجتهاد، ويبارك له خطوه في كل ابتكار يعود بالنفع على الإنسان مادياً ومعنوياً. وإذا كانت التقنيات الطبية والحيوية قد بلغت تقدماً مذهلاً يكاد يكشف أسرار الإنسان في مستقبله الصحي التي كانت تعد قبل دراسة الجينوم غيباً، فإن الحاجة الإنسانية إلى ضبط تلك المعرفة والتحكم في توظيفها صار ضرورة أخلاقية لإنقاذ مستقل الإنسان من نفسه، وبقناعة ذاتية دون سلطة قانون يكون عرضة للاحتيال. لذلك كان من الواجب على ذوي الشأن وأهل الاختصاص من جميع النخب الطبية والبحثية والدينية والفكرية أن تتعاون على تفعيل الدعوة على "الأخلاقيات الحيوية" التي نادى بها أول من نادى "جيمس واطسن" سنة 1971 م، واستجابت لها المنظمات الدولية والجامعات العلمية والمراكز البحثية. وكأني برسول الله  يباركها، لما أخرجه البيهقي عن طلحة بن عبد الله بن عوف، أن النبي  قال: "لقد شهدت في دار عبد الله بن جُدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو أُدعى به في الإسلام لأجبت". قال الطبري في تهذيب الآثار : وهذا هو حلف الفضول الذي شهده الرسول  قبل أن يبعث نبياً، وهو الحلف الذي تعاقده بنو هاشم وبنو عبد المطلب وبنو أسد بن عبد العزى وبنو زهرة وبنو تيم بن مرة، على أن لا يدعوا بمكة مظلمة إلا ردوها. إن من أهم الأخلاقيات الحيوية : ما قدمه إريك لاندر بمناسبة البصمة الوراثية، وهو القبول العام لأهل الاختصاص، والموضوعية، والوقوف على طبيعة عدة التقنية والحذر من التكنولوجيا المتطورة.، وإن منها : ما اقترحه مشروع القانون المصري لضوابط أخلاقيات البحوث الطبية والإكلينيكية، تحت الاعتماد : التنسيق بين المبادئ الأخلاقية الدولية، وتقييم المخاطر بأقصى دقة، والاعتماد في الموافقة البحثية على الاستنارة دون إكراه أو إغراء، وعلى احترام كرامة الإنسان منذ بداية تكوينه وسرية بياناته، وأن تكون الجهة البحثية على درجة عالية من التجهيز وتوفر الخبرات، وأن يتم التأمين على المبحوثين لتوفير الرعاية الطبية أثناء الدراسة أو بعدها. ويجب وفقاً لقواعد العقل وأصول الدين أن تعطى الوسائل حكم المقاصد، فالغاية لا تبرر الوسيلة، ويقدم درء المفاسد على جلب المصالح إلا عند اختلاطهما وتعارضهما فيؤخذ بأهون المفسدتين وأعظم المصلحتين. أخرج مسلم عن جابر بن عبد الله، قال: لدغت رجلاً منا عقرب، ونحن جلوس مع رسول الله ، قال الرجل: يا رسول الله. أرقى؟ قال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل". وقال تعالى: وافعلوا الخير لعلكم تفلحون (الحج :77).

Loading

Article metrics loading...

/content/papers/10.5339/qproc.2012.bioethics.5.17
2012-06-01
2024-03-28
Loading full text...

Full text loading...

http://instance.metastore.ingenta.com/content/papers/10.5339/qproc.2012.bioethics.5.17
Loading
  • Accepted: 23 June 2012
This is a required field
Please enter a valid email address
Approval was a Success
Invalid data
An Error Occurred
Approval was partially successful, following selected items could not be processed due to error