1887
Volume 2023, Issue 2
  • EISSN: 2616-4930

Abstract

إذا كانت إدارة المعلومات هي التعامل مع المعلومات في المنظمات عبر التقاط المعلومات وتخزينها واسترجاعها واستخدامها وحتى التخلص منها بشكل مناسب وجيد، فان التقنيات عبر الزمن كانت هي المحرك والمطور والمغير الأساسي للممارسات والمعايير والأدوات في مجال إدارة المحتوى مما انعكس على الأعمال والممارسات الداخلية والخارجية في مؤسسات المعلومات ومؤسسات الأعمال التي تدار فيها المعلومات. وان كنا قد تحدثنا عن التقنيات الناشئة وتأثيرها كثيرا، فعالم اليوم لا حديث له الا تأثير الذكاء الاصطناعي وما نراه خاصة في مجال الذكاء التوليدي، وصناعة وانشاء معارف ومعلومات، وبروز أدوات جديدة كل يوم، يحتاج منا لوقفات.

ونعود الى إدارة المعلومات، وهو بالمناسبة تخصص أصيل في مجال دراسات وعلم المعلومات وينضوي تحت مجال إدارة المحتوى الواسع والذي تأثر بكل مسمياته بالتطبيقات والأدوات الذكية ويجب أن نحرص عليه حتى لا تسرق وظائفنا لتخصصات أخرى لا علاقة لها بإدارة المحتوى. نحن نعي أنه يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تقوم بسهولة بمعالجة الكثير من المعلومات للتعرف على الأنماط والفئات في البيانات والمعلومات والتعرف عليها والتقاطها ودمجها وتحليلها وتلخيصها، مما ينعكس على اتاحة طرق جديدة للبحث عن المعلومات والعثور عليها واستخدامها وإدارتها، وإضافة مسارات عمل تلقائية إلى عمليات إدارة المستندات والوثائق والمعلومات والمحتوى عموما فمنظمات الأعمال والمؤسسات بشكل عام أصبح محتواها موزعا ومتنوعا.

بالنسبة لإدارة المعلومات، فإن الذكاء الاصطناعي أصبح الآن تقنية واقعية مهمة لا يمكن التخلف وتركها، فنظم إدارة المحتوى بأي مسمى لها: معلومات أو بيانات أو معرفة، اتجهت للتطبيقات والنظم الذكية ولم تنتظر لأننا نعي ما يوفره ظهور التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية والمتغيرات الأخرى للذكاء الاصطناعي من دور في اكتشاف البيانات وتنظيمها واستخدامها والاحتفاظ بها والتخلص منها بغض النظر عن مصدرها أو موقعها أو منشئها. وان كنا في فترات نقول أن النظم ان لم تكن آلية فهي لن تكون نافعة، ومن ثم كنا نقول ان النظم ان لم تكن مبنية على الويب فلن تكون نافعة، فاليوم نحن نقول ان النظم الاعتيادية لهذا الوقت لإدارة المحتوى هي النظم الذكية.

لقد حدد أنتي نيفالا (Antti Nivala) المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة متخصصة خمس طرق للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وأكد أنها ستغير إدارة المعلومات نحو الأفضل وستجعل إدارة المعلومات أكثر ذكاءً وهذه الطرق الخمسة هي: أولا: تكتسب الترجمة الآلية جودة تقترب من جودة البشر حيث ستمكن الترجمة الآلية من تحقيق قدرات شبه بشرية في هذا المجال. ثانيا: يصبح تحويل الكلام إلى نص خاليًا من العيوب تقريبًا أمرا ممكنا ومتاحا ويقترب الى الكمال في الدقة وهذا حتما سيساعد في استخلاص والتقاط وتبادل المعرفة من خلال جعل المحتوى أكثر قابلية للحفظ وللبحث والوصول إليه. ثالثا: تعمل البرمجة اللغوية العصبية على تحسين كيفية عثور العاملين في مجال المعرفة على المعلومات ذات الصلة حيث يؤكد نيفالا على أن التقدم في معالجة اللغة الطبيعية (NLP) للحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي يتيح معالجة اللغة بطريقة مشابهة لكيفية عمل أدمغة الناس، مما يمكنها من البحث عن أنماط في ملفات النصوص والصور والصوت. يمكن للبرمجة اللغوية العصبية (NLP) استخلاص المعنى من الكلام في الملفات الصوتية، مما يمنحها القدرة على فهم نية المستخدم. يتيح ذلك للأنظمة تطبيق علامات الواصفات على ملفات الصوت والفيديو، وتنظيم تلك الملفات بطريقة كانت مخصصة للمستندات النصية في السابق. وسيعزز كيفية بحث العاملين في مجال المعرفة عن المعلومات والسماح لأنظمة إدارة المعلومات بتقديم المعلومات ذات الصلة بشكل أفضل للمستخدمين النهائيين، حتى قبل أن يبدأوا في البحث. رابعا: البحث المعرفي يحسن الكفاءة حيث الوصول إلى المحتوى بناءً على السياق بفضل إمكانات تنظيم المعرفة وربط العلاقات وتطور نظم البحث الدلالي والذكية. وخامسا: التلخيص حيث يقلل من وقت استهلاك المعلومات، مما يزيد من إنتاجية الموظف عبر تطور التلخيص التجريدي وتنظيم اللغة في النص واضافة كلمات وعبارات إذا لزم الأمر. وهذه النقاط الخمس تدعم وبقوة إدارة المعلومات كعامل تمكين للأعمال حيث يضيف الذكاء الاصطناعي والتطورات الحديثة أمورا تساعد على تسهيل العثور على المعلومات وفهمها، وتحويل إدارة المعلومات إلى ميسر رئيسي للأعمال.

هذا كله يطور من وظائف إدارة المعلومات لآفاق لم نكن نصفها في إطار إدارة المعلومات بهذا الشكل. ولكننا أصبحنا نرى بوضوح دخول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجالات إدارة المعلومات الرئيسية والتي تدور حول الانشاء والالتقاط والحفظ والتخزين والاسترجاع والبث والتوزيع والأرشفة والاستخدام والاستبعاد وتستخدم كل التقنيات المتطورة والأدوات الحديثة في الاستخلاص والتنقيب والدمج والمحاكاة والعرض وفي الحفظ وفي المعالجة والبث ودعم القرار ومساعدة الأفراد والمنظمات على الوصول إلى المعلومات ومعالجتها واستخدامها بكفاءة وفعالية.

وما كتبته هنا ينطبق وبكل ثقة في كل مجالات إدارة المحتوى ومؤسسات المعلومات من مكتبات ومراكز معلومات، فالتطبيقات والأدوات الذكية دخلت في إدارة البيانات وإدارة المعرفة مما ينعكس على المنظمات والمؤسسات العاملة في المجال ووجب عليها تطوير استراتيجياتها وتطوير مواردها وأهما البشرية لتتفاعل مع المتغير الكبير الذي وصل وطور وغيَر من صناعة المحتوى وتوليده وادارته وتنظيمه وتخزينه ومعالجته، وربط ووسع علاقاته وبثه.

Loading

Article metrics loading...

/content/journals/10.5339/jist.2023.8
2023-09-30
2024-04-28
Loading full text...

Full text loading...

http://instance.metastore.ingenta.com/content/journals/10.5339/jist.2023.8
Loading
  • Article Type: Editorial
This is a required field
Please enter a valid email address
Approval was a Success
Invalid data
An Error Occurred
Approval was partially successful, following selected items could not be processed due to error